زيدان اعتزل

زيدان اعتزل

ممدوح حمادة 

رهط من الجماهير العربية المفجوعة بخبر اعتزال زين الدين زيدان، قرر أن يكتب عريضة يلح فيها على النجم الكروي زيدان، انطلاقا من المصلحة القومية العليا، أن يعود إلى الملاعب فورا، ومن باب التهديد نوهوا له أن قراره هذا وفي هذه المرحلة بالذات من تاريخ أمتنا لا يمكن وصفة بكلمة أقل من  الخيانة العظمى.

-         يا أخي ما علاقة السياسة بكرة القدم لكي تحشروا المصلحة القومية في الموضوع؟

سأل أحد المواطنين الشخص الذي يحمل العريضة ويدور بها على الجماهير لتضع تواقيعها في الأسفل فأجابه هذا مبينا ماهية الموضوع:

-         لا علاقة للأمر بكرة القدم على الإطلاق.. الأمر بكل بساطة يتعلق بالفراغ الذي سيتركه غياب زيدان عن نشرات الأخبار التي لا داعي للشرح عن مدى تأثيرها على الرأي العام، وخاصة العالمي منه.

 لم يفهم السائل،وقبل أن يوقع، طالب بالتوضيح أكثر:

-         وما علاقة نشرات الأخبار بالأمر؟

-         العربي الوحيد الذي يحرز الأهداف هو زين الدين زيدان، أما بقية العرب الذين يتحدثون عنهم في نشرات الأخبار فكلهم....

قال حامل العريضة، ولوح بيده  في الهواء زاما شفتيه، عاقدا حاجبيه مفضلا عدم إتمام جملته، ولكن انطلاقا من مصلحته الشخصية الصرفة هذه المرة.

وقع السائل على العريضة بعد أن أقنعه الرجل بالأمر، كما أن أحدا من الذين قدمت لهم العريضة لم يتردد في التوقيع عليها، بعضهم بعد أن فهم الغاية النبيلة من العريضة، وبعضهم تحت تأثير العبارات المهيجة للمشاعر في العريضة، وبعضهم من باب المجاملة أو رفع الحرج.

شخص واحد فقط كان له رأي آخر و طلب منهم أن يكتبوا رسالة تحية إلى زيدان على الجهود التي بذلها، فمن الطبيعي أن يعتزل الرجل بعد أن وصل إلى سن معينة، وأن يغادر الملاعب مرفوع الرأس قبل أن تطلب منه ذلك صيحات الجماهير الغاضبة على المدرجات، وبدلا من العريضة إلى زيدان اقترح هذا الشخص عليهم رفع عريضة أخرى إلى أولئك الذي لا يحرزون الأهداف، يطالبونهم فيها بالاعتزال.لأن الاعتزال أمر طبيعي.........

رحمة الله عليه لم يتسع له الوقت لذكر الأسامي.